كلمة سماحة الشيخ ماهر حمود في ندوة تحت عنوان القدس في ضمير الأمة في مركز معروف سعد الثقافي
2015-10-13

أقامت لجان العمل في المخيمات ندوة بعنوان "القدس في ضمير الأمة" في مركز معروف سعد الثقافي – صيدا دعما لأهلنا في القدس وكل فلسطين، وفي أجواء انتفاضة الأقصى المستمرة حاضر فيها رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة وإمام مسجد القدس في صيدا سماحة الشيخ ماهر حمود، بحضور العديد من الشخصيات الدينية والسياسية والحزبية والشعبية وحشد من الفاعاليات الفلسطينية:
استهل الحفل بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين والمقاومة الإسلامية في لبنان، وبعدها كلمة ترحيبية باسم لجان العمل في المخيمات بالحضور و بسماحة الشيخ ماهر حمود الذي قدّم الكثير لفلسطين ولأهل فلسطين.

كلمة سماحة الشيخ ماهر حمود:
فلسطين قبلة المسلمين الأولى ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن أي مشروع يدعي انه إسلامي ولا تكون فلسطين في رأس أولوياته فإنه ليس بتنظيم إسلامي، وأي عمل جاد لرفع مستوى الأمة دون أن تكون فلسطين في رأس أولوياته فهو مشروع ناقص.
لنفترض أن مجموعة أطعمت الجائعين وعلمت الناس مكارم الأخلاق وطلبت منهم نسيان فلسطين، والأخيرة في جدول أعمالها فهي غير جديرة بالاحترام... أما الأقصى فمذكور مرة واحدة، فلسطين أو الأرض المقدسة مذكورة خمس مرات في القرآن الكريم، وعندما نزلت الآية الكريمة {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} الإسراء1، لم يكن هناك أي وجود لليهود أو أي سلطة وكان فقط هناك الرومان.. القرآن أنبأنا أن اليهود سيعطيهم الله القوة ثم الفساد، عندما أسّرى بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى القدس لم يكن هناك وجود لليهود ولم يكونوا يحلمون بذلك.
بعد 18 عاما من نزول سورة الإسراء دخل جيش المسلمين للقدس واشترط أهلها تسليم مفتاح القدس لأكبر شخص في الدولة الإسلامية، فجاء سيدنا عمر بن الخطاب واستلم المفتاح من صفرونيوس بطريرك القدس الذي وجد صفات سيدنا عمر بن الخطاب موجودة في الكتب المقدسة وتتبع خطواته خطوة خطوة واسلم في نهاية الأمر مع ابنته... الأمر الأهم في هذا الموضوع إن البطريرك ونصارى القدس اشترطوا منع اليهود من دخول القدس كشرط من شروطهم تسليم المفتاح، وكان النصارى اشد خوفا على القدس من اليهود على المسلمين، ويقاومون أي تملك أو حركة لليهود في القدس، لأنهم يعرفون بأن لليهود أطماعا في هذه المدينة المقدسة، ولذلك أصبح المسلمون والنصارى ضد اليهود وتم ذلك حتى عقد مؤتمر بال بسويسرا عام 1897 ووقوف السلطان عبد الحميد بوجه اليهود لإقامة الدولة، حتى جاء وعد بلفور عام 1917 حيث أعطى وزير خارجية بريطانيا الحق لليهود في إقامة دولة لهم في فلسطين.
أن بن غوريون هو الذي أسس الدولة الصهيونية لكنه كان ملحدا ورغم ذلك كان من اشد المتمسكين بالوعد المقدس.
حربنا اليوم.. هي حرب وجود وليست حربا من اجل الحقوق فقط، الله تعالى سهّل وجود اليهود في فلسطين لان هناك آيات تبشر بزوالهم وهزيمتهم ووجودهم في أرضنا، هي استعدادا للمعركة الفاصلة القادمة لزوالهم.
وتابع سماحته الحديث عن اليهود في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وتآمرهم ضده رغم معرفته من خلال كتبهم ويعرفون أن هناك معركة فاصلة بين المسلمين واليهود، وهم يعترفون بأنهم سينتصرون في هذه المعركة ولكن هناك نزول للسيد المسيح سيؤثر على تلك المعركة، ونحن نقول إن نهاية هذه المعركة هي نهاية الوجود الصهيوني وبذلك وعدنا الله تعالى.
قد يتساءل البعض عن تواجد اليهود في فلسطين وما هو مصير اليهود المعادين للصهيونية فهؤلاء موجودون ضمن الوجود الإسلامي والمسيحي.
ثم تحدث سماحته عن التآمر الغربي ضد المنطقة العربية والإسلامية، ودعم الصهاينة عبر مراحل الصراع، واليوم هناك تآمر على محور المقاومة في فلسطين ولبنان.
بن غوريون أكد أن حماية الكيان الصهيوني لن يكون إلا بتقسيم سوريا والعراق وتفكيك وتدمير البنى التحتية لهذه الدول وغيرها من اجل أن يبقى الجو لصالح إسرائيل ومحاولات نشر الفتنة المذهبية والدينية والطائفية وانحراف الصراع ليكون عربيا عوض من أن تتوجه القوة ضد الأعداء.
موسى شاريت وزير خارجية الكيان الصهيوني عام 1954 ألفّ كتابا ذكر في مقدمته حوارا بين بن غوريون وفاحوم غولدمان أكد فيه قناعة بن غوريون بزوال إسرائيل.
وان الله الذي وعدنا بهذه الأرض وعد أهلها الأصليين بها، وتم إخفاء هذا الكتاب وسحب من الأسواق.
ثم تابع سماحته عن اختراق الغرب لدولنا وحكوماتنا وعقولنا، ويعتبرون أن الذهاب لسوريا جهاد أم الذهاب لقتال إسرائيل فهو إرهاب.. وإعلامنا المزور يساعد على بث هذه الأفكار والآن الناس على دين إعلامهم وليس فقط على دين ملوكهم.
نحن لسنا في وضع يحمد عليه، ولكن ما يقوم به شبابنا وفتياتنا بالتصدي للعصابات الصهيونية وقطعان المستوطنين أشبه بالمعجزة في هذا الزمن العربي الرديء.. إن أهلنا في فلسطين استغنوا عن الحكام والجيوش.
ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺣﺮﻕ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷ‌ﻗصى كانت غولدا مائير قلقة ولم تنم بسبب خوفها من ردة الفعل العربية، لكنها في اليوم التالي عندما نهضت من نومها ووجدت بأن المسلمين يغطون في سباتهم ولم يحركوا ساكنا أيقنت بأن الصهاينة بإمكانهم أن يفعلوا أي شيء.
إسرائيل أيام غولدا مائير لم تكن تخشى من الصواريخ والسلاح العربي والمقاومة في لبنان فقط في ساحة واحدة تستطيع أن تطلق 1000 صاروخ في ساعة واحدة، وكذلك في غزة رغم التخلف العربي والفشل الذريع للعالمين العربي والإسلامي، نحن اليوم أقوى وناتنياهو لا يستطيع أن يقول ما قالته غولدا مائير عام 1969، بعدها تم فتح باب للأسئلة والاستفسارات حول المحاضرة:
الصلاة في القدس والكعبة خلفهم إلى أن نزلت الآية الكريمة بالتوجه بالصلاة نحو الكعبة، وقد سمي الأقصى بهذا الاسم لأنه الأبعد بين الثلاث مساجد.
وتحدث سماحته عن النبوءات حول زوال إسرائيل، "بسام جرار" الذي تنبأ بزوال إسرائيل عام 2022 وهناك روايات من فم اليهود أنفسهم من عسكريين ومدنيين وشرقيين وغربيين يتحدثون عن زوال إسرائيل، والبعض منهم تحدث عن إقامة إسرائيل ستكون كارثة على اليهود.. كما أن هناك الكثير من حالات الهلع لدى بعض اليهود من إقامة دولة إسرائيل وبأنها ستكون كارثة على إسرائيل وان عمرها قصير، وجاء كلام اليهود منذ بدء المشروع الصهيوني على فلسطين وحتى الآن وأماكن عديدة داخل إسرائيل وخارجها.
وختم سماحته قائلا: إن النصر لنا مهما طال الزمن لأننا أصحاب حق.