سماحة الشيخ ماهر حمود لموقع بوابة الشروق الجزائرية
2016-01-05

سماحة الشيخ ماهر حمود لموقع بوابة الشروق:
حاوره: عبد السلام سكية : صحافي ورئيس قسم الشؤون الدولية بجريدة الشروق اليومي:
"السعودية وضعت نفسها تحت تصرّف السياسة الأمريكية"
"الوهابية تُلغي الآخرين والفتنة المذهبية تؤذي إيران"
- ما تأثير الصراع الحالي بين العربية السعودية وإيران على العالمين العربي والإسلامي؟
ما يحدث مأساة حقيقية، لأن الموضوع أخذ بُعدا مذهبيا، وكأنه صراع تاريخي بين السنة والشيعة، والأمر ليس كذلك، الجانب المختلف عليه بين السعودية وإيران هو جانب واحد في المذاهب الإسلامية، ولو أننا أخذنا الموقف الشرعي الصحيح من أئمة المسلمين سواء الإمام مالك أم أبي حنيفة أم الشافعي أم ابن حنبل أم جعفر، سنرى بكل وضوح أن فلسطين يجب أن تكون أولوية، ويجب أن تقدم قضيتها على كافة القضايا، بل إن موضوع فلسطين هو مقياس الإسلام والوطنية، فإذا وُجدت جبهة إسلامية لا تتعامل مع فلسطين كقضية مركزية فإنهم يزوّرون حقيقة الانتماء إلى الإسلام والعروبة، ومواجهة الاستكبار العالمي وسيطرته على الثروات في عالمنا العربي والإسلامي، بطريقة تفقدنا القدرة على اتخاذ القرار المناسب لنا جميعا، والأمر الآخر كذلك أنه في كل المذاهب الإسلامية أمرنا بالابتعاد عن الفتنة.

- من المخطئ إذن: السعودية أم إيران؟
إذا قمنا بمقارنة بين سياسة إيران الخارجية والداخلية، وسياسة المملكة العربية السعودية داخليا وخارجيا، نجد أنها معقدة، إيران تحاول تطبيق المذاهب المستقاة من كافة المذاهب الإسلامية، فيما وضعت السعودية نفسها بسبب ظروف سياسية تحت تصرف السياسة الأمريكية في المنطقة، وأهملت القضية الفلسطينية، بل واجهت المقاومة واتهمتها بـ"المغامرة" وهو ما تجلى في تصريحات الملك سلمان ومفتي المملكة...
ودفاع حزب الله عن الأسد، لم يتم لأنه علوي، ورغم أخطاء النظام السوري في مجال حقوق الإنسان، لكنه وقف وقفة بطولة، ولولا الدعم السوري لما كان للمقاومة انتصار في لبنان وفلسطين.

- إيران أذكت الفتنة في المنطقة، أليست هي التي تدعم المليشيات الشيعية في اليمن وسوريا والعراق وعندكم في لبنان؟
العكس هو الصحيح، ولكن الإعلام يغيّر الحقيقة لفترة، ولن يستطيع تغييرها إلى الأبد، إيران تأذت من الفتنة المذهبية وهي المتضررة الأولى بالحديث عن السنة والشيعة، إيران والشيعة أقصى أهدافهما أن يعترف بهما العالم الإسلامي كمذهب فقط، أما الوهابية فتلغي الآخرين إلغاء.
إيران وطيلة 37 سنة تقريبا، تقدمت الصفوف في الموضوع الفلسطيني والمواجهة الأمريكية والبحث عن الوحدة الإسلامية، وحينما وجد الآخرون ممن يدعون تمثيل الإسلام أن الأمر سيضيع منهم أخرجوا ورقة المذهبية حتى يحاصروا إيران.

- أنت تبرئ إيران مع أن كل الشواهد تثبت عكس ما تقول؟
لا أبرىء إيران بالمطلق، نعم في 37 سنة الماضية حدثت أخطاء، وأخطاء فادحة، لكن الذي يمول المليشيات المجرمة كـ"داعش" و"النصرة" و"جيش الفتح" و"الجبهة الإسلامية" ليس إيران، الطرف الآخر بدأ في عسْكرة الثورة السورية، والتدخل الإيراني وحزب الله رد فعل لا غير.

- ما كلمتك لإطفاء الفتنة التي حذرت منها؟
الذي أراه أن السعودية أخطأت خطأ فادحا بإعدام نمر النمر، هو لم يكن تابعا لإيران، وإن أخطأ فلا أعتقد أن عقوبته تكون الإعدام، وفي هذا الوضع الحساس يجب أن نعمل جميعا ونبحث عن القاسم المشترك وألا نجعل هذه الفتنة تتسع، والمسؤولية الأكبر في هذا لمن يرفع الشعارات الكبرى.
أنت سني وتدافع عن إيران، وشخصيات شيعية في لبنان، كحال صبحي الطفيلي وعلي الحسني، يهاجمون إيران، لمَ هذه المفارقة؟
لست تابعا لإيران، ولا خادما لها، أنا أقول الحق، لقد هاجمت إيران عندما دعت إلى تدويل قضية الحج، وقلت لها ليس لك الحق في المطلب، كما أدين حزب الله ونظام الأسد في حالة الوقوع في الخطأ.