احداث فلسطين - بيان
2014-11-11

بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
وتبقى القدس قبلة المجاهدين
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة حول أحداث فلسطين
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1
صدق الله العظيم
يأبى الله لأمته إلا وأن تصحح المسار و أن تبقى فلسطين قضية الأمة وأن تبقى القدس قبلة الجهاد والمجاهدين وميزان صدق الصادقين، فلقد اشتعلت منطقتنا منذ حوالي أربع سنوات بفتن ومؤامرات متلاحقة ومتواصلة من تونس إلى مصر وصولاً إلى سوريا والعراق وغيرها، واننا نرى بغض النظر عن بعض التغيير الايجابي النسبي أن في طيّ هذه المتغيرات مؤامرةً دنيئة هدفها ضرب المقاومة ومحور المقاومة، كما تهدف إلى تشويه صورة الإسلام وإرسال رسالة إلى العالم الغربي أن المسلمين والعرب إذا تركت لهم الحريّة فإنهم يتقاتلون ويتذابحون ويعودون إلى جاهليتهم فيما تمثّل اسرائيل الوجه الحضاري الغربي للمنطقة !!!
لقد أُشغلت المنطقة خلال هذه الفترة عن فلسطين وعن القدس وكان هذا من أهداف المؤامرة... ولكن الشعب الفلسطيني عامة وأهلنا في غزة خاصة أثبتوا ومنذ وقت قريب بصمودهم البطولي ومقاومتهم الباسلة أنهم قادرون باذن الله على اعادة توجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح وقادرون على توجيه ضربة جديدة على رأس العدو الصهيوني تفقده وعيه ويترنّح من هول الهزيمة.
وها هو اليوم شعبنا في القدس يثأر للمسجد الأقصى من الاجراءات التعسفية التي اتخذها المستوطنون والسلطات الإسرائيلية في حق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وينبئنا الحراك الجديد بانتفاضة جديدة في وجه الاحتلال عنوانها القدس وأفقها فلسطين بل الأمة كلها.
إن استنباط شباب القدس أشكالا متعددة من المقاومة كتوجيه ضربة مباشرة للمتطرف الإسرائيلي الصهيوني الحاخام "يهودا غليك" على يد البطل الشهيد معتز حجازي، أو الدهس بالسيارة كعملية الشهيد البطل ابراهيم عكاري أو المواجهة بالعصي وما إلى ذلك، كل ذلك يدل على أن الشعب الفلسطيني يختزن قوة كبيرة في داخله وان الحصار الدائم والاعتداءات المتكررة والدمار الهائل و قوافل الشهداء كل ذلك يزيد أهلنا في فلسطين عزماً ولا يؤخر مسيرتهم ولا ينقص من عزيمتهم كما يروّج المنهزمون.
اننا اذ نهيب بكافة القوى الشريفة في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية أن يدعموا الصمود لأهلنا في القدس خاصة وفي فلسطين عامة بكل دعم ممكن وعلى صعيد، وألّا يعولوا على الحكومات والجهات الرسمية و المنظمات الدولية التي خبرنا تماما دورها السلبي اتجاه فلسطين في كافة المراحل.
إننا في الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة نؤكّد ازاء هذه الانتفاضة الجديدة ما يلي:
أولا: تبقى المقاومة بأشكالها المتعددة والمتطورة سبيلنا إلى تحقيق أهدافنا في فلسطين.
ثانيا: ان الأفق الاسلامي الذي يجب أن يكون الهدف الأبعد والأمل القريب هو الوعد الالهي بحتمية زوال اسرائيل وليس اقل من ذلك.
ثالثا: ان السعي الى وحدة الأمة واطفاء الفتن المشتعلة وتوحيد الجهود أمر لازم لتحقيق أهدافنا {... وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ... } الأنفال46
رابعاً: على عاتق العلماء الربانيين الصادقين مسؤولية كبيرة في شحن الهمم والتحريض على المقاومة وتوجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح.
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ...} الأنفال65
خامسا: ان الأمة تنتصر بإيمانها و يقينها ثم بالاعداد و الاستعداد و لم يكن انتصارنا يوما في التاريخ ولا في الحاضر بتفوقنا العددي ولا بسلاحنا النوعي ولكن بقدرة العزيز الجبار.
{... وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى...} الأنفال17
سادساً: إن اليأس والإحباط والتثاقل إلى الأرض وتثبيط العزائم ليس من صفات المؤمنين الموعودين بالنصر.
{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} آل عمران175.
سابعا: اننا نستبشر نصر قريب مؤزر بحوله تعالى ولا تربكنا كآبة الدمار ولا ظلام المؤامرات.
انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا.
والحمد الله رب العالمين...
الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة
الأمين العام
الشيخ ماهر حمود