بيان صادر عن الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة: المقاومة ليست إرهابا
2016-03-07

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة
المقاومة ليست إرهابا
نتوجه إلى جماهير العالم العربي الإسلامي وإلى كافة المستضعفين في العالم ليشكل الجميع صفا واحدا في وجه المؤامرة الجديدة على المقاومة والمتمثلة باعتبارها ارهابا وفق القرار الأخير الصادر عن مجلس التعاون الخليجي وبعض وزراء الداخلية العرب، ويهمنا في هذا الأمر أن نبين ما يلي:
أولا: إن مصطلح الإرهاب في القرآن الكريم جاء في سورة الأنفال على عكس المفهوم الشائع في أيامنا هذه، فقد جاء في القرآن الكريم بمعنى أنه من يستعد ويتسلح بما يناسب، يرهب بذلك العدو ويمنعه من العدوان، أي بما يشبه اليوم تعبير توازن الرعب.. {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم...} [الأنفال: 60]، فيما أن مصطلح الإرهاب اليوم يعني استعمال السلاح واستحلال قتل المدنيين والآمنين وصولاً إلى أهداف سياسية أو وطنية مفترضة، ولا شك أن المقاومة بالمعنى القرآني هي إرهاب يصد المعتدي عن عدوانه، ولكنها ليست كذلك على الإطلاق وفق المفهوم المعاصر.
ثانيا: إننا ندين تصنيف المقاومة كإرهاب، وهي التي واجهت العدو الإسرائيلي في لبنان وفلسطين وحققت انتصارات تتجاوز الحدود الجغرافية والمذهبية، وفتحت باب الأمل للمستقبل، وطوت صفحة الذل والعار التي نتجت عن الهزائم العربية المتراكمة.
إن هذا التصنيف المدان يدين من أطلقه ويجعله في خانة العدو الإسرائيلي بشكل مباشر، بعد أن كان هؤلاء في صف العدو الإسرائيلي بشكل مستتر، وقد أصبحوا اليوم يجاهرون بانضمامهم إلى المعسكر الإسرائيلي دون أي حياء أو خجل وفق الإدانة النبوية المشهورة: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت".
ثالثا: إن تسعير الخلاف المذهبي بحجة الدفاع عن أهل السنة والجماعة في مواجهة مشروع فارسي شيعي صفوي مزعوم هو قمة الخداع والكذب، حيث أثبت الذين يرفعون هذا الشعار أنهم لا يعبأون أصلا بمصالح الأمة الإسلامية ولا يمارسون الشعائر ولا يحترمون بديهيات الشريعة الإسلامية في سياساتهم وقراراتهم الكبرى والصغرى على حد سواء، وقد ظهر ذلك واضحا في تآمرهم على فلسطين منذ أوائل القرن العشرين وخضوعهم لسياسة بريطانيا العظمى ثم للمؤامرة الأمريكية المستمرة على فلسطين وأهلها، إلخ...
رابعا: إن الدفاع عن أهل السنة يقتضي بشكل رئيس الالتزام بالشرع الإسلامي الحنيف وبالتحديد ذروة سنام الإسلام الذي هو الجهاد في سبيل الله، وإن مقاومة المحتل والمعتدي والمستكبر حيثما وجد وخاصة في لبنان وفلسطين هو النموذج المعاصر الذي تتجلى فيه كافة الأبعاد الجهادية الواجبة شرعا.
خامسا: إن زعم أعداء المقاومة أنهم يدافعون عن العروبة هو أيضاً كذبة كبيرة، حيث أن الإسلام لا يفرق بين عربي وعجمي، وقد أنتج في تاريخ الإسلام والحضارة الإسلامية العربية علماء مبدعون في كافة المجالات من كافة القوميات التي دخلت في الإسلام وخاصة من الفرس والذين قال فيهم رسول الله: "لو كان العلم في الثريا لناله رجال من فارس"، كما أن العروبة اليوم من دون فلسطين وصمودها ومقاومتها، ومن دون استراتيجية لمواجهة الاستكبار العالمي ونهبه لثرواتنا ومصادرته لإرادتنا هو مجرد دعوى جاهلية مرفوضة تماما وفق المفاهيم الإسلامية البديهية.
سادسا: إننا ورغم استنكارنا الشديد لهذا الشكل المستجد للحرب على المقاومة فإننا واثقون تمام الثقة ومطمئنون تمام الاطمئنان إلى أن المقاومة تسير في خطها القويم، ولن يصدها عن طريق فلسطين ومواجهة الاستكبار أية قوة على سطح الأرض طالما أنها ملتزمة بالفهم الإسلامي السليم للصراع ضد الصهيونية ولحتمية زوال إسرائيل، وطالما أنها تعتمد على الله وتستعد كل الاستعداد الممكن الذي أمر الله به، وإن أعداء المقاومة لن يحصدوا إلا الخزي والعار، وسيشكل هذا القرار الغاشم بداية لنهايتهم المحتومة بإذن الله تعالى.
سابعا: إن كافة الجهات الصديقة كما العدوة كما الأخصام يعلمون تمام العلم أن وجود حزب الله في سوريا ساهم مساهمة فعالة بالتعاون من القوى الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني وكافة الشرفاء في سوريا ولبنان في الدفاع عن لبنان وأمنه واستقراره وحال دون سيطرة الإرهاب التكفيري على مقاليد الأمور في سوريا كما في لبنان، وإن اتخاذ وجود حزب الله في سوريا أو في اليمن أو في العراق ذريعة لاتهامه بالارهاب أيضاً، وهو أيضاً افتراءٌ وخداع لا ينطلي على البسطاء فكيف يكون إرهابياً من يقاتل الإرهاب ويمنعه من تحقيق أهدافه.
ثامنا: نهيب بالقوى التي ترفع لواء الإسلام أو العروبة أو الوطنية كما تتحدث عن أسبقيتها في المقاومة، أن لا يقفوا موقف المتردد في هذا المفصل في تاريخ الأمة، فإن المتخلف عن هذا الركب لن يبقَ فيه أي خير وفق مقولة الرسول الأكرم في غزوة تبوك: "إن يكن به خير يلحقه الله بنا"، فلن يصح انتماء أحد للعروبة أو الإسلام أو الوطنية دون دعم المقاومة والوقوف في صفها.