كلمة سماحة الشيخ ماهر حمود في دارة نبيه بري في المصيلح - عاشوراء
2019-09-03

بسم الله الرحمن الرحيم
تتزامن ذكرى عاشوراء لهذا العام مع ذكرى اخفاء الامام موسى الصدر والعملية البطولية للمقاومة ومرد كل ذلك ﻻنه يرتكز على العزة والكرامة والرؤيا الصحيحة، فاﻻمام الصدر لم يتحرك الا من اجل العزة للانسان في مواجهة الذلة وكذلك المقاومة وثورة اﻻمام الحسين عليه السلام حيث تحدث عن تعاليم الثورة الحسينية وقيمها، وعن نوازع الخير والشر في الإنسان، مذكرا مما حذر منه القرآن الكريم من نزعات الفجور والحسد والتكبر وشهوة السلطة، وقال: إن الإنسان هو الإنسان لم يتغير عبر التاريخ فيه نزعة الخير ونزعة الشر، مهما بلغ من العلم والتطور، فالإسلام هو منطلق الخير للإنسانية الجمعاء، ويجب ان نعود دائما بالنفس الى نوازع الخير وتغذيتها بالقرآن الكريم وبصحبة الصالحين.
وسأل الشيخ حمود: من كان يظن أن التوزان الاستراتيجي يمكن أن يحصل على أيدي ثلة من أبناء جنوب لبنان في وقت كانت جيوش جرارة تتقهقر أمام الجيش الصهيوني؟ وأن ما يحصل هو انتصار للمقاومة، شاء من شاء، وما نسمع من أصوات مشككة بدور المقاومة، ما هي إلا بمثابة تقديم أوراق اعتماد للأميركي والإسرائيلي، فمع كل تحد تخرج المقاومة أكثر قوة، واليوم مقاومتنا أكثر قوة من أي وقت مضى.
ودعا سماحته كل العاملين في الشأن العام إلى النظر إلى النصف الملآن من الكوب وإهمال كل ما شأنه أن يفرق بين ابناء الدين الواحد وأبناء الوطن الواحد، وإن الفتنة المذهبية والطائفية، التي أريد لها ان تصيب مجتمعنا مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لن تمر، وأن المحكمة التي بدأت بشهادة الزور لا يمكن أن تحقق العدالة، وإن المقاومة والمقاومين الذين استفادوا من عاشوراء ومن الحسين والسيدة زينب عليهما السلام ومن تراث الثورة الحسينية، الذي هو ملك للإنسانية جمعاء، ليس ملكا لفئة من دون أخرى.
ودعا سماحته المسلمين إلى الاقتداء بالأئمة والصحابة في سلوك درب الوحدة بين أبناء الدين الواحد والقرآن الواحد.
وتطرق سماحته إلى العناوين السياسية، داعيا إلى الابتعاد عن المماحكات والمهاترات في موضوع تشكيل الحكومة، وقال: لا يجوز الاختلاف على الحصص على خلفيات طائفية أو مذهبية، فلبنان أكبر من الطوائف والمذاهب، والوطن يحتاج إلينا جميعا في استكمال الجهاد الأكبر المتمثل ببناء لبنان وإنسانه وحمايته والبدء في المعركة ضد الفساد والمفسدين.
وأضاف: الرئيس نبيه بري الذي كان على الدوام يدور الزوايا ويوجد المخارج والحلول لكل الأزمات، مدعو اليوم إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه، فهو القادر على اخراجنا من هذه الازمة للتفرغ جميعا نحو معالجة كل الازمات.
وشجب سماحته كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني بأي شكل من الأشكال، مؤكدا أن التطبيع مع الكيان الصهيوني مخالف لتعاليم الاسلام.