محطات!ّ!!
2021-07-09

بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 29 ذو القعدة 1442هـ الموافق له 9 تموز 2021م
محطات!ّ!!
خلال حديثنا المتسلسل عن حتمية زوال اسرائيل لا بد ان نلقي نظرة على التاريخ وكيف استطاع الكيان الصهيوني ان يثبت نفسه بهذا الشكل ؟ الجواب الأوّلي انه قدر الله الذي قدّر انه سيجمعهم في نهاية المطاف ليكون اجتماعهم هذا مقدمة لزوالهم او لذبحهم (حسب تعبيرهم)، ولكن بنفس الوقت نقول ان قدر الله يُنفذ بالبشر، فكيف نفذ فينا هنا القدر، باختصار نقول {... قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ... (165)} (سورة آل عمران)، فلا يكفي ان نقول كانت مؤامرة كبيرة اشتركت فيها الدول العظمى وكثير من دول المسلمين والعرب لان كيد الله وقدرته اكبر من قدرة هؤلاء جميعا، ولكن الله قدّر ان نصره لا ينزل الا على من ينصره، والواقع يقول انه من كان بيدهم الامر كانت تهمهم الكراسي والمناصب والمصالح الشخصية اما المصلحة العامة والوطنية فليست من اختصاصهم، ومن هنا كانت الخيانات العربية وما سميّ بثورة الشريف حسين وتعامله مع بريطانيا، وصولا الى جيش الانقاذ الذي لم (يزوّد) بالمال والسلاح اللازم، وصولا الى الثورات العربية التي لم تحضرّ كما ينبغي لمواجهة الصهيونية، كما تآمر عليها الحليف قبل العدو، فكانت هزيمة الجيوش العربية عام 1967، وصولا الى المقاومة الفلسطينية التي "ارغمت" على الدخول في سلام سخيف لا قيمة له.
اما اليوم فصفحة الهزائم ان شاء الله قد طويت وبدأت صفحة الانتصارات، وهذا لا يعني انه لم يعد هنالك من يتذرع بذرائع تشبه ذرائع المنافقين بالتنصل من المقاومة والجهاد، وقد ذكر مثلهم تعالى بقوله {... لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ... (167) } (سورة آل عمران)، لا يزال هنالك فريق يقول كيف نقاتل مع المقاومة الفلسطينية وهي تتلقى الدعم من الشيعة ومن الفرس، كما كان يقول آخرون سابقا كيف نقاتل مع المقاومة الفلسطينية وهي يسارية لا تؤمن بالله؟.
كما تذرعت حركات اسلامية مزعومة بان الجهاد لا يكون الا تحت لواء خليفة، فلا بد ان تقوم خلافة اسلامية قبل ذلك (!!!)، او يقولون لا بد من اذن ولي الامر، وولي امرهم هو بدوره له ولي امر فهو يخضع للاميركي ومن خلفه الصهيوني، فكيف سيأمركم بالقتال والمقاومة؟؟؟ ذرائع شتى، لا قيمة لها، ذكرها الله في القرآن، ولكنهم لا يقرأون القرآن، ولو قرأوه ما فهموه، ولو فهموه ما اتبعوه... سيفضحهم الله قريبا باذن الله.
نقول اليوم زوال اسرائيل اصبح قريبا والمقاومة على سلاحها والمنافقون على اعذارهم ودجلهم، والقافلة تسير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع التقارب الاسلامي المسيحي ولكن؟
نرحب بالتأكيد بأي تقارب اسلامي مسيحي، فان أي تقارب يبعد شبح الفتن ويؤكد السلم الاهلي ويفتح الآمال نحو مستقبل افضل، ولكن السؤال: ان احتفالية بكركي بالكتاب الذي يؤرخ لمئة عام من العلاقة بين بكركي والسعودية ترافق مع كلمات كشفت عن نوايا مبيتة بشكل واضح ، ونقول وللاسف الشديد ان الذي لمسناه تلخص بأهداف ثلاثة:
- ادانة المقاومة وتحريض اللبنانيين عليها.
- التأكيد على الالتزام بالسياسة الاميركية في المنطقة.
- تمجيد رأس المال الناتج عن النفط والذي استفاد ويستفيد منه الكثيرون ويراكمون ثراوتهم، نقول تعليقا على ذلك:
1- ان الالتزام الحقيقي بالاسلام وبالمسيحية معا يفرض على الجميع ان يؤكدوا على اهمية المقاومة، وان يعترفوا بفضلها في تحرير الارض ومواجهة الظلم والصلف الصهيوني والاحتلال المستمر لفلسطين.
2- كما ان العلاقة الاسلامية المسيحية السليمة يجب ان تبحث عن العدالة الاجتماعية وانصاف الفقراء، لا ان تبحث عن اسباب تراكم ثروات الاغنياء ولو على حساب المصالح الوطنية الرئيسية.
3- ان واجب المسلمين والمسيحيين معا ان يؤكدوا على اهمية المقاومة وتحرير الارض ومواجهة الظلم والصلف الصهيوني، لا ان يبحثوا عن اخطاء مفترضة للمقاومة ليحرضوا الناس عليها، مرة باسم عروبة كاذبة، مرة باسم سيادة مزعومة ، ومرة باسم "حروب" مفتعلة وليس (اعتداءات) كما هو الواقع.
صدمة حقيقية تلقيناها من خلال تلك الكلمات، وهنا نوجه سؤالنا لغبطة البطريرك: أليس اعتقال الرئيس الحريري واهانته في 4-11-2017 اعتداء على السيادة اللبنانية؟ أًليس ابلاغ السعودية للجميع بان الرئيس الحريري لا يزال مرفوضاً من قبل السعودية التي لا ترضى ان يشكل حكومة جديدة؟ فيما اللبنانيون تقريبا بكافة اتجاهاتهم وبغض النظر عن التفاصيل يريدونه رئيسا للحكومة، أليس هذا اعتداءً على السيادة اللبنانية وتدخلاً سافرا في شؤوننا؟ كيف يتناسب ذلك مع كلمة غبطة البطريرك؟، نتمنى ان يكون مضمون الكتاب افضل من الكلمات التي تضمنت مغالطات مقصودة ودعوة صريحة للانحراف عن مصلحة الوطن لمصالح فئوية ومرحلية لهذا الملك او لذلك الامير او لتلك الجهة او الفئة، ولكن القافلة تسير بحول الله...
ولا حول ولا قوة الا بالله.....