الذكرى الثانية لرحيل العلامة الشيخ القاضي أحمد الزين
2023-03-03

بسم الله الرحمن الرحيم
اللقاء التشاوري الإسلامي يطلق أولى اجتماعاته من صيدا في رحاب
الذكرى الثانية لرحيل العلامة الشيخ القاضي أحمد الزين
رحمه الله تعالى واعلى درجته

أطلق اللقاء التشاوري الإسلامي أولى اجتماعاته في مكتب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمود في مدينة صيدا.
الاجتماع الأول الذي عقد في رحاب الذكرى السنوية الثانية لرحيل زين العلماء سماحة الشيخ أحمد الزين، حضره لفيف من العلماء والشخصيات الإسلامية في لبنان، حيث تم التشاور في الأمور العامة من المنظور الإسلامي والوطني وخاصة ما تشهده الساحة الفلسطينية من اعتداءات صهيونية وحشية ترتكب فيه قوات الاحتلال المجزرة تلو الأخرى بحق أهلنا في المخيمات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة والرد الفلسطيني من الشباب وأبطال المقاومة الفلسطينية الباسلة.
وصدر عن المجتمعين البيان التالي:
أولا: نحيي ذكرى الراحل الكبير الشيخ أحمد الزين الذي حمل فلسطين في قلبه، والاستقامة في سلوكه، والوضوح في رؤيته، والثبات في موقفه، والقناعة والرضا في معيشته، والتواضع في علاقاته، وتقوى الله في حياته كلها، ولا نزكي على الله أحدا، مؤكدين أن رحيله خسارة للاتجاه الاسلامي عامة وللعاملين في الدعوة الإسلامية، وللحوار والتواصل في الساحة اللبنانية، ولشعار وحدة الامة الاسلامية، راجين من الله تعالى أن يكرمه بأعلى الدرجات في جناته العالية، وأن ييسر للدعوة الإسلامية بدائل تملأ الفراغ وتساعدنا في الانطلاق إلى الأمام حتى يتحقق نصر الله الموعود.
ثانيا: نوجه التحية لأهلنا في فلسطين، وخاصة لأبطال الفداء في نابلس وأريحا وحوارة بشكل خاص، مؤكدين أن السبيل الوحيد لتحرير هذه الأمة بشكل عام، وتحرير فلسطين بشكل خاص، ولاسترجاع العزة والكرامة لهذه الأمة، هو المقاومة، وإن شبابنا في فلسطين بشكل خاص، بل وأمهات الشهداء وآباءهم والعائلات قد ضربوا المثال الأعلى في المقاومة والفداء والشجاعة والبطولة، على رغم تخلف الامة بل وتآمر الكثيرين على القضية وأبنائها والمقاومة، وعلى الأمة بكافة مكوناتها أن تعمل بكل طاقتها لدعم هذا الاتجاه الرائد. وفي هذا الصدد نوجه دعوة إلى كافة القوى الفلسطينية في المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى ضرورة تعزيز الوحدة الداخلية ونبذ الفتن والصراعات على أشكالها.
ثالثا: نحيي من جديد صمود الشعبين السوري والتركي إزاء كارثة الزلزال المدمرة، ونحيي كل الجهات التي سارعت لنجدة المصابين وإيواء المشردين، مؤكدين أن هذا هو من أعظم الواجبات، مؤكدين من جديد إدانتنا لقانون قيصر الاميركي الصهيوني المشؤوم الذي يحاصر الشعب السوري الداعم للمقاومة والصمود.
رابعا: نؤكد من جديد أن تصعيد الحرب على المقاومة في لبنان على كافة المستويات، وحشد كل الاتهامات الباطلة لإدانة المقاومة وتحميلها مسؤولية الأزمة الاقتصادية والمعيشية في لبنان، كما كافة الازمات، إنما هي محاولات يائسة لن تفلح في التغطية على إيجابيات المقاومة ودورها الرائد في تحرير لبنان وترسيم الحدود وإعادة ثقة المجتمع اللبناني والعربي بنفسه: " ‌يُرِيدُونَ ‌لِيُطۡفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُون ٨ " (الصف )، مؤكدين من جهة اخرى ان الفساد المستشري في الطبقة السياسية اللبنانية كان يتم دائماً برعاية الجهات الاجنبية صاحبة النفوذ في لبنان، والتي ينبغي ادانتها قبل اي جهة اخرى.
خامسا: نؤكد على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية للبنان باسرع وقت ممكن، مؤكدين إن اعتبار بعض الساسة في لبنان أن انتخاب رئيس غير معاد للمقاومة بالحد الأدنى هو استمرار للأزمة الاقتصادية، هو اعتراف ضمني بل علني بأن الأزمة سببها الحصار الاقتصادي الذي تمارسه الدول المعادية للمقاومة بأمر من الولايات المتحدة الأمريكية لصالح العدو الصهيوني، ولقد بلغت وقاحة هؤلاء درجة لا يمكن معها السكوت عن مواقفهم الخيانية المدانة والمزورة للحقائق.
سادسا: نؤكد ان العاملين على تعطيل جلسات حكومة تصريف الاعمال لاقرار قرارات ضرورية وهامة للشعب اللبناني، وكذلك تعطيل جلسات مجلس النواب من اجل تعديل بعض القوانين للضرورة، لم يكونوا موفقين في مواقفهم هذه، خاصة عندما يسبغون عليها الصفة الطائفية البغيضة، والخوف على الرمزية المسيحية لمنصب رئيس الجمهورية، مما يسيء لانفسهم ولدورهم وللمواطنين، ويجعلهم في موضع الاتهام بأنهم يفضلون مصالح طائفية موهومة على المصلحة الوطنية العليا.
سابعا: ندين جريمة اغتيال الشيخ أحمد شعيب الرفاعي رحمه الله، ويزيد استنكارنا لهذه الجريمة النكراء لأن القاتل يحمل القاباً دينية، كما كان يحتل وظيفة رئيسية في العمل الديني، ويتم التعامل معه كعالم دين، مما يجعلنا نؤكد من جديد ضرورة الحذر من بعض المسميات الإسلامية التي تستعمل لضرب الحالة الإسلامية على طريقة قصة مسجد ضرار كما ذكر في القرآن الكريم، كما ندين تسرع البعض لاتهام المقاومة أو سرايا المقاومة أو بعض الجهات الأمنية اللبنانية بارتكاب هذه الجريمة دون اي دليل او شبهة دليل، مما يؤكد أن الاتهامات للمقاومة مفتعلة ومأمور بها من الخارج لأسباب لم تعد تخفى على العقلاء، كما ان احداً من هؤلاء لم يكلف نفسه عناء الاعتذار عن فعلته الشنيعة بعد بيان الحقيقة. كما اننا ينبغي ان نكون حذرين دائماً من محاولات اشعال فتن مذهبية، لان هذا هو دأب اعداء الامة وعملائهم.
ثامنا: ندين محاولة جهات معينة مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالعدو الصهيوني نشر فكرة الدين الابراهيمي، سواء كان بديلا عن الدين الإسلامي أو كان بهدف الترويج للتسليم بالتنازل عن فلسطين للمحتل الصهيوني، وإذ نؤكد أننا لا نخشى من نشر هذه الفكرة على الدين الإسلامي الذي تكفل الله بحفظه، ولكن لا بد من رفع الصوت بوجه الذين يتجرؤون على نشر هذه الأفكار البالية والتي تنم عن تبعية خيانية للعدو الصهيوني، منوهين هنا بالبيان الذي صدر عن الازهر الشريف والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعن لجنة الفتوى في المملكة العربية السعودية، وعن جهات اخرى.
تاسعاً: نطلق على هذا اللقاء، اللقاء التشاوري الاسلامي، ساعين لان نجول في كافة المناطق اللبنانية، مؤكدين على المبادئ والشعارات التي نحملها ونسعى لاجلها.
واختتم الاجتماع التشاوري بزيارة لضريح العلامة الشيخ احمد الزين في جبانة سيروب، حيث قرأ الحضور الفاتحة عن روحه الطاهرة.