كلمة سماحة الشيخ ماهر حمود في وقفة تضامنية مع فلسطين في مركز تجمع العلماء المسلمين في حارة حريك، حضره عدد كبير من العلماء والشخصيات السياسية والحزبية والدينية وممثلو الفصائل الفلسطينية:
أريد طرح الموضوع من زاوية القوانين الإلهية المنصوصة في القرآن الكريم، أولها قوله تعالى مخاطباً بني إسرائيل "وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ " البقرة 49... ما يحصل اليوم عذاب حقيقي للمغتصب الإسرائيلي حيث يعيش حالة هلع وخوف، وإن كان يسقط شهداء ويعتقلون شبابنا ويضيقون الخناق عليهم، "وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا"... ألم نسمع اليوم بأن إسرائيلي طعن آخر ظناً منه أنه عربي فلسطيني؟ هذا الرعب الذي يعيشه الإسرائيلي، الله سبحانه عبر عنه بقانون في القرآن الكريم "إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ ، وبقانون آخر "... وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ البقرة 251".
كيف يدفع الله هؤلاء الشباب ليقوموا بالمهمة عن الأمة الغافية وحكامها النائمين؟
لكن القانون الأهم برأيي "إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " التوبة 39.
تاجر كثيرون بدم الفتى الفلسطيني، واليوم كأنه يقول لهم لا نأبه لكم ولا لحكوماتكم ولا لبترولكم المزيف ولا للثروات الضائعة، والله استبدل هذه المجموعة من المجاهدين بالأمة "كلما تخلف قوم يأتي بأخرين".
هذه القضية مقدرة من الله سبحانه وسيأتي اليوم القريب الذي تحدث عنه القرآن كما تحدثت عنه التوراة وهو زوال إسرائيل، نرى بأم العين القوانين الإلهية تنفذ في فلسطين بأيدي شبابنا المنتفضين... اليوم نعيش قصة داوود ونمثل داوود ومزامير داوود واليهود براء من داوود وداوود بريء منهم بعد مراقبة ما يحصل وصبر إخواننا وبطولاتهم وعزمهم نقول نعم هذا شعب جبار وهؤلاء أتباع داوود وعندنا الفرصة مزدوجة للنصر.
قال السيد موسى الصدر لأبي عمار: يأبى القدس إلا أن يتحرر على أيدي المؤمنين الشرفاء، وعندما قال هذه الكلمة لم يكن هناك مؤمنون يحملون هم القضية، اليوم المؤمنون موجودون وهذا الحجم من الشهداء شهداء صلاة الفجر كالشيخ أحمد ياسين وشهداء رفع الظلم كالشهيد فتحي الشقاقي هم من سيحقق النصر.
أرأيتم الفتى الفلسطيني الذي ينزف على الرصيف ويقول له الإسرائيلي وهو يشتمه "مُت أيها الفلسطيني" لماذا لا يصبح هذا الشريط القصير رمزاً لمعاناة الفلسطيني كما برزت معاناة الطفل السوري الملقى على الشاطئ؟ هم لا يريدون إبراز القضية الفلسطينية كالقضية السورية.
نحن على أبواب عاشوراء ونقول لليهود: "كد كيدك وناصب جهدك والله لن تمحو ذكرنا"، فمهما صلت وجلت أيها اليهودي فإن أيامك عدد وجمعك بدد ... نعم هذا شعبنا الذي يستنبط المعجزات وقد سخره الله تعالى لأقدس قضية في أقدس أرض، فسيأتي اليوم الذي يقول الحجر والشجر يا مسلم ورائي يهودي تعالى وأقتله شاء من شاء وأبى من أبى.. سيأتي الله ذلك اليوم بجيش من المشرق أو المغرب من كل حدبٍ وصوب ليقتلوك، فالنصر قريب بإذن الله.