سماحة الشيخ ماهر حمود ينعي الشهيد الحاج رمضان
2025-06-24

بسم الله الرحمن الرحيم
(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (الأحزاب – 23)
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمود ينعي القائد الكبير الشهيد الحاج رمضان (محمد سعيد ايزدي)
‏شهيد فلسطين بحق
‏صدقك الكذوب، قالها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونقولها اليوم، وزير حرب العدو الصهيوني (كاتس) إذ اعتبر أن اغتيال الحاج رمضان، محمد سعيد ايزدي، هو من أهم إنجازات العدو، نعم لقد أصاب العدو هدفا استثنائياً.. وكما قال الشاعر:
فضائل قد شهد العدو بفضلها والفضل ما شهدت به الاعداء
وقد زعم وزير العدو أنه الوحيد الذي يعلم بطوفان الأقصى خارج حدود فلسطين، وكان قد قال قبل ذلك : إن لم نقض على رأس الهرم فإننا لم ننجز شيئاً، وكان يقصد الحاج رمضان … هذا هو الرجل الذي يحوّل توجيهات القيادة الرشيدة في طهران، والأمانة العامة في بيروت إلى عمل حقيقي جاد، يخلو من الرياء والسمعة، بعيداً عن الاعلام والضوضاء، خبيراً بتفاصيل الساحة الفلسطينية، بكبيرها وصغيرها، والمقاومين فيها والقاعدين، والمخلصين فيها والمتاجرين، يتجاوز عن أخطاء المخطئين، بل عن انحراف المنحرفين، طالما يستطيع أن يتفاهم معهم على مساحة مشتركة تشتمل على عمل ما يصب في مصلحة المسيرة الجهادية.
نعم لقد كان بهذا المعنى فلسطينياً بكل ما في الكلمة من معنى، يعلم أن فلسطين ليست انتماء قوميا أو إقليميا او جهوياً، إنها انتماء للدين وللشرف وللإنسانية ولكل المكرمات، وزيّن كل ذلك بتواضع جم، لا يشعرك وأنت تجلس معه أن تحت يده مقدرات واسعة، جنوداً وضباطاً وأسلحةً وأموالاً، وشخصيات متنوعة المهمات والمواقع، يستقبلك عند باب المصعد ويودعك عنده، يلاطفك بنكات ذات معنى تصب في الهدف الذي يرمي إليه.
لقد كان قائدا مميزاً على طريق فلسطين، واي إسلام دون فلسطين؟ وأي دين دون فلسطين؟ وأي شرف أو كرامة وإنسانية دون فلسطين؟ لقد وعى ذلك الإمام الخميني أيما وعي ومارس ذلك ممارسة عالية منذ انطلاقته السياسية الأولى في حزيران ١٩٦٣، وأثبت ذلك في كل المحطات التي مر بها قبل الانتصار وبعده، واستمر على ذلك القائد الخامنئي بذكاء وحنكة وثبات، واعرب عن ذلك مراراً وتكراراً بخطب وكلمات بليغة ومعبرة.
لقد كان من اهم إنجازاته بالنسبة الينا، انه عرّفنا على القادة العظام والشهداء الكبار الذين قضوا نحبهم على طريق فلسطين، قائد فيلق القدس، الشهيد قاسم سليماني، والشهيد إسماعيل هنية والشهيد صالح العاروري، والشهيد إسماعيل قاآني، وغيرهم كثير …فكم من مرة التقينا بلقاءات موسعة او ضيقة، كلها تصب في شحذ الهمم، وتقريب المفاهيم وإذكاء روح الشهادة والتضحية على طريق فلسطين.
‏قلنا ونقول: لقد رُفعت على طريق فلسطين ومنذ مائة وثمانية وعشرين عاما، أي منذ المؤتمر الصهيوني الأول، شعارات رنانة طنانة، لم يصدق فيها إلا القليل النادر، ولكننا نشهد لله أن إيران هي أصدق من رفع شعارا ًوجعلت فلسطين أولوية، أو بالأحرى المقاومة على طريق فلسطين، ولم تغيّر هذه الأولوية تحت ضغط الحروب والحصار والضغوط المذهبية، والأكاذيب، والتحاليل السياسية التي تتخذ الأوهام مَركباً والأساطير مذهباً.
‏خسرنا هذا القائد المميز، ولكننا نطمح‏ أن يحل مكانه، واحد من هؤلاء الشباب الافذاذ، الذين يتقدمون إلى الشهادة بجنان ثابت، وإقدام راسخة، وجماجم تُعارُ لخالقها العظيم.
‏إننا موعودون بالنصر، ونكرر: إننا اليوم في المرحلة التي عبرت عنها الآية الكريمة (...وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6))، اليوم يستنفر الكيان الصهيوني أميركا بكل طاقاتها وأساطيلها البرية والبحرية والجوية، وبعد ذلك تسيء إسرائيل (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ ... (7) اليوم تسيء إسرائيل كثيرا، ومن بعد ذلك (... فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ ... (7)) (الاسراء)، أصبح قريبا بإذن الله.
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة
الشيخ ماهر حمود